تاع ولا تجي! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


تاع ولا تجي!
دعوة فناني الجولان للمشاركة في مهرجان الكرز للنحت على الحجر

وائل طربيه - 26\05\2010

الأعزاء في مؤسسة قاسيون الثقافية:
" أتمنى لكم ولمشروعكم وللفنانين المشاركين كل النجاح والتوفيق... "
كانت هذه ستكون نهايةً التعقيب على خبر انطلاق مهرجان الكرز للنحت على الحجر!

لولا الإشارة العابرة والمواربة للسيد إياد أبوشاهين التي وردت في متن تصريحاته؛ والتي تناولت دعوة "جميع فناني الجولان تقريباً.." للمشاركة، وتلبية اثنين فقط للدعوة!.. بدون أن يخوض في الأسباب، ما يفتح باب التكهن عند القارئ حول أسباب انكفاء الفنانين الجولانيين عن المشاركة!!؟.. هل لأنهم لا يريدون دعم وإنجاح هذا المشروع!؟ أم لأن المشاركة في هذا المهرجان مجانية وبدون مقابل! والفنانون المحليون لم يقبلوا بالتطوع!!؟ أم لأسباب أخرى لا نعرفها!!؟ وكنت نويت أن أفتح هذا النقاش مع الأخوة في مؤسسة قاسيون وجهاً لوجه، وبعد إنجاز المشروع، لتوضيح المغالطات وتبادل المعاتبات لتنقية النفوس، لأن الموضوع برمته قد لا يتعدى سوء التنظيم وانعدام الخبرة!!؟ إلا أن الإشارة الملغّزة والمضلِلة للسيد إياد أبو شاهين حول المشاركة الجولانية وعلى صفحات الإنترنت اقتضت التوضيح، الآن، وعلى صفحات الإنترنت أيضاً..
ولأبدأ بالمسلمات:
1. ليس لأحد "ضربة لازمة" على أحد، أي ليست مشاركة الفنانين المحليين (بعضهم أو كلهم) شرطاً ثابتاً أو لازمة ضرورية في كل نشاط تشكيلي تقيمه جهة أو مؤسسة جولانية، سواءً في الجولان أو خارجه.. ومن الطبيعي أن تختار كل جهة أو مؤسسة الشركاء والفنانين الذين ترتأيهم مناسبين لمشاريعها.. ولا غبار على الشراكة التي تمت بين مؤسسة قاسيون وجمعية إبداع في هذا المشروع.. كما أنه لا مكان، برأيي، حتى للعتب من قبل الفنانين المحليين إذا لم تتم دعوتهم لنشاط فنيّ ما؛ طالما أن خيار المؤسسة المبادِرة محكوم برؤية واضحة لمشروعها، وهذا حقها في نهاية المطاف. هنالك طريقة وأصول وفرق كبير بين الدعوة للمشاركة بعمل فني مشترك وبين الدعوة إلى عرس لتناول "لقمة كبّه" أو لشفط "صحن شليخ"!.
2. في المشاريع الفنية الجماعية تتم صياغة الفكرة والتخطيط لها بمشاركة كل الفنانين المدعوين، والناتج النهائي هو حصيلة مداولات ونقاشات الفنانين، مجتمعين، فيما اتفقوا عليه.. هكذا يكون التنسيق المبني على المهنية والاحترام والمساواة بين جميع المشاركين.. أما إذا كان هناك "فنانون؟" يخططون ويبتكرون وإلى جانبهم "صبيان فنانين؟" ينفذون ما خططه الأولون، فالأمر يختلف كلياً!.. ويجعل الحديث ذا شجون (لا متسع له الآن) والعبرة بالنتائج!!؟.
أما واقع الحال فيقول:
1. ليس صحيحاً أن الدعوة وُجهت لجميع فناني الجولان؛ لا "تقريباً" ولا "نصف تقريباً"، كما يدعي السيد أبو شاهين، فمن بين عشرة فنانين (متواجدين حالياً في الجولان) من أعضاء مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة، لم يتوجه أحد للفنان أيمن الحلبي أو شذى الصفدي أو فهد الحلبي أو هشام الصفدي أو علاء خنجر. وتم سؤال نائل أبوسعدة بالواسطة. (فيما يخص الفنانين من خارج مركز فاتح المدرس، لا علم لدي).
2. في الأسبوع الأول من نيسان تلقيت اتصالاً من منسقة المشروع؛ السيدة سهاد العنتير-طربيه، تدعوني للمشاركة في المهرجان بعد شرحٍ وافٍ عن الفكرة - المقررة سلفاً-، فتذرعت بأسباب كاذبة من ضمنها كثرة انشغالاتي واعتذرت عن المشاركة، (من الأسباب الحقيقية لرفض الدعوة ما لمسته من الخفة والسطحية والافتقار إلى الحد الأدنى من المهنية في كيفية تناول فكرة العمل الفني المشترك وكيفية التعبير عنه) كما أوضحت لها، بكل سذاجة وتواضع مزيف، أنني لا أعتبر نفسي "نحاتاً" وأن هنالك فنانين آخرين تجدر دعوتهم، فردت بأنها لا تعرف نحاتين من "فاتح المدرس" غير حسن خاطر ووائل طربيه (لا تعقيب!)، وأن الدعوة شخصية وليست موجهة للمركز (لا تعقيب!)، كما أنها تريد فنانين "مع دراسة أكاديمية!!؟؟؟؟" (لا تعقيب ولو تحت التعذيب!!)، فزودتها بأرقام هواتف كل من الفنانة رندا مداح وحمادة مداح لأنهما، تحديداً وحصراً، خريجا قسم النحت في كلية الفنون الجميلة- جامعة دمشق.
3. يقول السيد إياد أبو شاهين، في لقاء مع موقع جولاني، أن التنسيق لهذا "المهرجان" بدأ منذ حوالي عام وأن مؤسسة قاسيون عقدت 10-12 لقاء مع "جمعية إبداع".. أي بمعدل لقاء واحد في الشهر على مدى العام المنصرم، في حين لم يتم الاتصال أو السؤال أو التشاور أو عقد "ربع اجتماع!" مع أي فنان من الجولان خلال هذا العام!.. (لا تعقيب أيضاً!).
4. تم تذييل ملصق الإعلان عن قرب انطلاق "مهرجان الكرز" والذي نُشر في المواقع المحلية بالجملة التالية: "يسر المؤسستين التوجه بدعوة كافة الفنانين الجولانيين الراغبين بالمشاركة والتعاون في بناء هذا العمل النحتي للاتصال والاستفسار على الأرقام التالية .......". إذا كانت هذه هي الدعوة التي قصد إليها السيد إياد أبوشاهين في معرض حديثه، فـ"ما هكذا تورد الإبل يا سعد!". وحتى لا يكون في كلامي تحامل غير مبرر، فإن السبب الوحيد "المنطقي!" لهذه الطريقة في الدعوة، قد يكون البعد الجغرافي وشحّ وسائل الاتصال مع فناني الجولان!!. والله أعلم!!.
5. في خبر ثانٍ وُزع على المواقع المحلية، يعلن قرب انطلاق المهرجان، وينشر قائمة بأسماء الفنانين الضيوف من جمعية إبداع؛ بالاسم ومكان الإقامة، كُتب تحتها مباشرة: "بالإضافة إلى باقة من فناني الجولان".. ما يفتح باب التكهّن مرة ثانية حول ماهيّة هذه الباقة!: هل فنانو الجولان نكرات لا أسماء لهم!؟، أو ربما لم تكن لدى المنظمين، بعد، أسماء محددة ونهائية!؟، هل هي باقة ورد أو برسيم أو باقة الغربية أو الشرقية أو أو.. إلى أن تم "فضّ!" هذه "الباقة" قبل يومين عبر تعديل الخبر ليعلن انضمام الفنانَيْن: سليمان طربيه وعلاء عرمون. (لا تعقيب!).
6. حول كيفية دعوة الفنان حسن خاطر للمشاركة والأسباب وراء عدم تلبيته للدعوة، (لا تعقيب!).
الخلاصة بالأسئلة:
1. هل يعتقد أحد أنه بالإمكان تنظيم مهرجان فني، بهذه الطريقة، في الجليل مثلاً، وأن فناني الجليل سيسارعون لتلبية الدعوة؟
2. هل يعتقد أحد، وبعد كل التفاصيل المملة التي وردت أعلاه أن أي إنسان يطلب مساواته بالآخرين من منطلق احترام الذات والمقتضيات المهنية وجدية التعامل مع الفن، يقبل المشاركة بهذه الطريقة؟
3. هل يصدق أحد أنه مرغوب فيه ومدعو "بالفعل" للمشاركة الندية لو عومل بهذا الاستخفاف؟
الإجابة برسم الجهة المنظمة والداعية وفيها جواب للتساؤل عن أسباب "ضآلة" المشاركة المحلية في هذا المهرجان.

أنا على يقين أن الأخوة في مؤسسة قاسيون لم يقصدوا أن تخرج المسألة على هذه الصورة، وأعتقد أن إيكال تنظيم المهرجان لأشخاص يفتقرون إلى المهنية، فنياً وتنظيمياً، أدى إلى خروجه على هذا النحو الهزيل!. يحق لمؤسسة قاسيون تنظيم مهرجانها هذا بدون دعوة أي فنان محلي، ولا ضير ولا حرج في ذلك، ويا ليتها فعلت، ولم ترسل دعوات "رفع العتب!"، التي تعني فيما تعنيه: "تاع ولا تجي!".

مرة ثانية: أتمنى للأخوة في مؤسسة قاسيون وجمعية إبداع وللفنانين المشاركين كل النجاح والتوفيق.